رثاء لأخي دلوڤان "ظلّي الذي رحل"

دلشاد نعمان فرحان


 

كأن الغياب استأصل الهواء من رئتيّ، مذ رحلتَ يا دلوڤان .. لكنني لا أزال أقول: إنك لم تمت، بل نزعتك الحياة منا كما تُنتزع الروح من صدر سكران بالوجع، لا يدري أين يسكن الألم، وقد استوطن في كل الجسد.

أتذكّر جيداً كيف كنت تمشي خلفي، لا لتتبع خطاي، بل لتحتضن انكساراتي قبل أن تلامس الأرض، ولتحرس سقوطي. كنت تتحمّل الوجع قبلي، وتترك لي فتات الحياة هادئة، كأنك كنت تساوم القدر على أن تدفع عني المصائب، حتى لو التهمتك كلها.

رحلتَ، لكنك ما زلت تسير في دمي، كأنك خُبّئت في وريدي، لا في قبرٍ بارد .. تمرّ بي كخفقانٍ لا يُشفى، كحنينٍ يلهث في صدري، وكل لحظة نجاح تقف على ساقٍ واحدة، لأنها تفتقد همسك: "أنا هنا يا أخي".

أيها الغائب الساكن في دمي، إنني أتنفّسك شوقاً حتى الألم، كأن حضورك غُرس فيّ كنصل لا يصدأ. نمْ، وابقَ .. فما عاد في القلب متسع لوداعٍ آخر.
نمْ أيها الحارس، الملاذ والسند الذي أضاعه القدر المشؤوم، أيها النبض الذي ما زال يؤلمني رحيله في كل مساء.