كلنا مع التعايش السلمي

سالم بيباني


مفهوم التعايش السلمي هو الإحترام المتبادل بين الدول والأشخاص وإحترام الآخر وإحترام الأديان والمعتقدات، فالسيد المسيح يقول ( طوبى للرحماء لأنهم يرحمون، طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله ) .والنبي محمد عليه السلام يقول ( الراحمون يرحمهم الرحمن، إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) .وفي فلسفة الدين الايزيدي ايضا هناك قول ( يارب...أحفظ إثنان وسبعون شعبا ( ملل ) وثم أحفظنا معهم ) .أي ليس هناك مجتمع او دولة أو شعب أو دين في عالمنا المعاصر لاتطمح نحو الأمن والسلام والتآلف والتآخي لان عدم الاستقرار وغياب الأمن والسلام سوف يؤدي إلى النزاعات الأهلية ونقص في الخدمات وإنهيار المؤسسات والمواثيق الاجتماعية. وأعنف الصراعات والحروب هي الحروب الدينية وهنا نحن بصدد هذا الصراع وبصدد خطب الكراهية من بعض علماء وأئمة الكرد ضد الايزيديين وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي وهذه الهجمة الممنهجة تقريبا له أبعاد سياسية وأنتخابية وإعلامية أيضا .وعدم تدخل السلطة والدولة لمعاقبتهم مما زاد الطين بلة ،فأصبح كل حاقد بأسم الدين أو كل من يبحث عن منصب أو جاه أو شهرة أو مزيدا من اضواء الإعلام عليه يبث سموما للتفرقة بين المسلمين والايزيديين والدين منهم براء . واليوم في العالم الإسلامي عامة وفي كردستان خاصة أصبح خطيب الجمعة وخطبة الجمعة لها تأثير سحري وكبير جدا على أفكار وتوجهات الشعب .يجب أن تقتصر خطب الجمعة على التذكير والموعظة والتآخي والتعايش السلمي ومن قبل مختصين بحيث لايتجاوز على حقوق وأفكار ومعتقدات الآخرين. خطيب الجامع أصبح شموليا يتدخل في كل مفاصل الحياة وبدون رقابة .والبعض منهم قديما وحاضرا ومستقبلا ايضا يستخدم نفس الاسلوب ويضرب على نفس الوتر ألا وهو ان الايزيديين هم عبدة أبليس، وحان الوقت لتغير بعض المفاهيم الخاطئة عن الايزيديين، مع العلم ان هذه الكلمة دخيلة على الديانة الايزيدية ودخلت الى الدين الايزيدي مع قدوم الإسلام الى المنطقة وأن هذه المرادفة لم تكن موجودة قبل لدى الايزيديين ولصقت والحقت بالدين الايزيدي بهتاناو لغرض عزلهم عن العالم والقضاء عليهم في اي وقت يشاؤون لان التهمة حاضرة وجاهزة .نتمنى من رجال الدين الايزيدي والمهتمين والباحثين والمسؤولين ان يخطون خطوة مباركة وتقديم توضيح لكل العالم بأن الايزيديين ليس لهم علاقة لا من قريب و لا من بعيد بأبليس