خطاب الكراهية .. التحديات والحلول !!

ريان خليل الأداني


تجاوباً للدعوة التي اطلقها مركز ئزدا للثقافة والإعلام حول المشاركة وأبداء الرأي تحت عنوان “ خطاب الكراهية ضد الإيزيديين .. التحديات والحلول “ رأيي الشخصي بالمختصر الوجيز.

الخطابات التحريضية ضد الإيزيديين تّعد وتشكل مُعضلة وأزمة تاريخية مزمنة مستمرة وممتدة على مدى عقود طويلة وقد أسفرت عن أرتكاب أبشع المجازر بحقهم,والتي تقدر بحوالي 74 أبادة جماعية, بعض هذة الإبادات نفذتها جماعات كردية متطرفة أو بمساعدة ودعم الحكم العثماني في ذلك الوقت, تقع المسؤولية المباشرة على ظهور خطابات الكراهية ومصادرها بين الحين والأخر على عاتق السلطة الحاكمة وأحزابها, نظراً لعدم اتخاذها أجراءات حاسمة لأحتوائها ومحاسبة المتورطين بها,سواءاً على الصعيد القانوني أو السياسي أو الأجتماعي , هذة المسألة تكشف عن استثمارها وأستغلالها لأغراض وأبعاد وأجندات حزبية و داخلية ووطنية,مما يتناقض تماماً للشعارات التي ترفعها وتدعي بها السلطات وأحزابها حول التعايش المشترك والسلمي والتسامح الديني و الخ.....

التحديات الكبيرة التي يواجهها الإيزيديين نتيجة هذة الخطابات جسيمة ولها أثار مدمرة,وتؤثر وتتخذ أدواراً وشخصيات متعددة من مختلف شرائح المجتمع, وليس فقط الجوانب الدينية, حيث تغذي العنف وتزيد وتعزز من التمييز الأجتماعي والأضطهاد ضدهم ,بما يعرقل أندماجهم ويزيد من دوافع هجرتهم من وطنهم والتضييق على أنفسهم ويسبب لهم ضغوطات متزايدة,في ظل استخدام واتساع وسرعة الأنتشار لهذة الخاطابات عبر الأعلام ومواقع التواصل الأجتماعي وغياب القوانين الصارمة لمواجهتها وردعها,التحدي الأهم بمنظوري يظل التشويه الأعلامي المغلوط والمقصود وصعوبة تغيير هذة الأفكار الخاطئة والصور النمطية السلبية المتجذرة حول الإيزيديين وديانتهم وثقافتهم,

الحلول الكفيلة,للوصول الى نهاية فعالة للخطابات العنصرية والكراهية والغير انسانية ضد الإيزيديين, ومنع تكرار التضحيات الكبيرة التي قدموها في مواجهة التطرف وافكارهم في القرن الواحد والعشرين,ممكن من خلال الخطوات المحددة التالية,أولاً يجب سن القوانين الصارمة لمكافحة لهذة الخطابات وتشديدها وضمانية تطبيقها بفعالية وعدالة (محاسبة ومعاقبة ومحاكمة كل من يروج لها او يدعمها ما يضمن عدم تكرارها),ثانياً ضرورية تكثيف زيادة الوعي الفردي والأجتماعي حول الإيزيديين من خلال استخدام المنصات الأجتماعية والأعلامية ونشر المعلومات الدقيقة عن تاريخهم ومعتقداتهم وثقافتهم بشكل هادف وتصحيح المفاهيم الخاطئة عنهم,ثالثاً أنشاء وتنظيم حوارات بناءة بين الشخصيات المؤثرة من مختلف الأديان والثقافات بما يساعد على اظهار وتقليل نقاط سوء الفهم بينها,والإسهام في بناء جسور من التفاهم وروابط الأحترام والتسامح وتقبل مجتمع اكثر شمولاً وتنوعاً.

مواجهة ومعالجة هذة الآفة المقيتة تتجاوز قدرة الإيزيديين على التصدي لها بمفردهم,فهي تتطلب تعاوناً مشتركاً وتنسيقاً واسعاً من قبل جميع الأطراف المدنية والدينية والحكومية والدولية لتحقيق نتائج مستدامة.