احداث سوريا واثرها على الاقليات الدينية

ديار نعمو ختاري


 في مستهل الحديث لابّد من جر بعض الخيّوط المنغمسة في المستنقعات الراكدة للقضية ، لأن كل حدث او قضية دولية لها ابعادها الخاصة من حيث الخارطة الجيوسياسية للمنطقة وتركيبتها السكانية وحتى طبيعة النظام السياسي ، فعليه بتداخل كل هذه الأمور في سوريا يفرز لنا ملف شائك حيث تتشابك مصالح الدول الكبرى منها اقتصادية منها جيواستراتيجية ومنها متعلقة بالأمن القومي لبعض من تلك القوى .

نستخلص المعطيات في الأتي تمهيداً لصياغة وجهة نظر مبني على تصورات شخصية لتحليلها وتمحيصها:

1- نتيجة اخطاء النظام المتراكمة وسجله الغير النظيف جعل من الشعب اسقاط النظام دون التفكير بالبديل ويبدو البديل الحالي يحمل افكار متطرفة يملك سجل اجرامي يهدد امن سوريا والمنطقة والأقليات الدينية في هرم اولوية تلك المخاوف !'

- 2المصالح الروسية المتمثلة بالسواحل والموانئ ( المياه الدافئة ) من جهة واقترابه الى منطقة نفوذ امريكا من جهة اخرى.

- 3  اصبحت منطقة تداخل النفوذ لأمريكا وحليفتها قوات القسد الكوردية والمناطق المتاخمة لأسرائيل .

 - 4  حزام امان النظام من منطلق عقائدي ايران و مشروع الهلال الشيعي .

كل هذه المؤشرات تحمل أكثر من سيناريو والأرجح تكرار سوريا ليبيا في وجود اكثر من حكومة اذ و عليه واقع اليوم في سوريا من بروز احداث من شأنها تقدم فصائل المعارضة والإنسحابات بالجملة لجيش النظام دون مقاومة تذكر اشبه بإستلام وتسليم وعلى أثرها بسطت المعارضة سيطرتها على مساحات واسعة من سوريا لا تشكل سوى جزء من اللعبة الدولية التي تجري في غرف اليات الدول الكبرى لتوفير ارضية خصبة لعدة سيناريوهات عامل المشترك الأبرز بينها هو تحجيم دور الإيراني في المنطقة وازالة المخاطر الموجهة نحو اسرائيل ومناطق نفوذ امريكا، قد تكون مقابل امتيازات اخرى لروسيا وعلى الارجح على صعيد حربها ضد اوكرانيا. لكن مايهمنا هنا هو التأثيرات الناجمة عن سيطرة تلك الفصائل على مناطق تواجد الاقليات ومنها الإيزيدية، لاسيما معلوم للجميع معظم قادة الصف الاول لتلك الفصائل يحملون افكار متطرفة ولهم سجل اجرامي كبير من غير المعقول بين ليلة وضحاها يتحولون الى حمامات السلام تجاه المختلفون معهم في الفكر والعقيدة، فبكل تأكيد الخطر محدق تجاه الإيزيدية هناك ، لذا على كافة النشطاء ومن يجد في نفسه المسوؤلية التاريخية والوجدانية من الايزيدية وغير الايزيدية اخذ هذا الامر بنظر الاعتبار والقيام بكل ما لديهم لأجل مساعدتهم بشتى الطرف وإلا نحن على اعتاب ابادة اخرى بنفس الادوات ولنفس الاناس العزل، فقط في جغرافية أخرى. الحل الناجع هو بذل المساعي لإجلاءهم الى مناطق الواقعة تحت قوات قسد الى حين توضيح معالم الحرب .

اما على صعيد العراق من الطبيعي اي خطر في دول الجوار يستدعي اخذ الحيطة والحذر من تحصين الحدود ومراقبة خلايا الداخل ، الإ ان الوضع الحالي في العراق يختلف عن اوضاع ما قبل 2014 ويتجلى الإختلاف في عاملين مهمين وهما

الداخلي : لا تـتـوفـر حـواضــن مـنـظـمة، القوات المسلحة متمرس بفعل التجربة التأريخية في الماضي القريب ، المحافظات السنيّة نحو الاعمار والتطور ، توجه الافراد العامة في تلك المحافظات تبدلت جراء ما لاقوه من مصائب وويلات .

الخارجي : وضوح منطقة النفوذ ، طوبوغرافية المنطقة لا يشكل ملفاً متشابكاً كالسوري فضلاً عن ان العراق اجتاز تلك المرحلة او يمر بها منذ عشر سنوات لا يستدعي الوضع مغامرات الدول العظمى والأقليمة ، إلا اذا صانعي القرار العراقي تجرؤا باتخاذ قرارات غير مدروسة وغير مبررة في التدخل العراق بأتون الحرب.

لذلك وضع ايزيدي العراق مرهون بوضع البلاد حالياً من المبكر الحديث عن تلك المخاطر نحو الايزيدية