هل نحن بحاجة لمؤتمر ايزيدي ؟

صائب خدر


أثير جدلٌ قبل أيام حول مؤتمر إيزيدي مزمع عقده في سبتمبر 2025 الجاري، وانقسم البعض بين ناقد ومؤيد. ومهما كان هذا وذاك، فإن النُقّاد والمؤيدين حركوا مياهًا راكدة وهذه حاله صحية، وهذا ما نحتاجه. نحتاج لحوار، لنقاش، لنقد؛ لنعرف ما هو الصح وأي اتجاه الخطأ. نحن بحاجة لأن نناقش مشاكل مجتمعنا ونعالجها وندرس واقعنا ومحيطنا. العالم يتغير، والمجتمعات تنمو وتتغير رؤاها وسياستها تختلف، ونحن ما زلنا نتمسك برؤية أحادية حول “قال فلان”، و”ذات يوم عمل فلان ، وهذا محسوب على فلان ”، وكأن السلوك والمواقف والأفكار كتبًا مقدسة لا تتغير. المؤتمرات تتضمن حوارات ومناقشات وتقديم توصيات، ولا تنتج دائمًا قرارات ملزمة، خاصةً إذا كان الموضوع دينيًا. فالايزيديون اليوم أحوج المجتمعات إلى الحوار مع بعضها البعض. فمشاكلنا تتعاظم وتتعقد يومًا بعد يوم، ومجتمعنا يزداد وينتشر في ثقافات ودول مختلفة دون اي ضابط محدد لهويته او رؤيته الثقافية ، وهذا كله في ظل سكوت النخب والقيادات الثقافية الواعية لوضع معالجات جدية وفق أسس فكرية وعلمية رشيدة. في قبالة ظهور أصوات تحرك الرأي العام وتوجهه نحو مفاهيم مغلوطة وجامده مستغلة فضاء التواصل الاجتماعي، مما خلط الأمور وأربكها للمراقبين للشأن الإيزيدي من غير الايزيديين. الـحـوار هـو لغة العقلاء، ولا مشاكل أو أزمـات تـحل دون أن يكون هناك حوار. والمجتمعات جميعها التي دخلت في أزمات ومعاناة ومشاكل، جلست على طاولة الحوار لحلحلة مشاكلها. وما أحوجنا نحن الإيزيديين إلى طاولة حوار نناقش فيها مشاكلنا التي تتعاظم يومًا بعد يوم (سياسيًا، اجتماعيًا، دينيًا، وثقافيًا)، (داخل العراق وخارجه )ولا علاج أو مناقشة لها. وهذا خللٌ يؤشر في مجتمعنا ونسمعه كثيراً من الاصدقاء والمقربين لقضيتنا. ربما أثير على المؤتمر الذي سوف ينعقد في ألمانيا لغطٌ كبير، وهي أحكام متسرعة على المؤتمر ، ليس من المنطق ان نتهجم ونشكك بكل مشروع يطرح ، فالمؤتمر طرح من عنوانه فكرة حوار (إيزيدي - إيزيدي) وهو بحد ذاته فكرة جيدة علينا أن نتفهمها بدايةً. فليس من المنطق أن نرفض فكرة الحوار بيننا ونتمسك بمعتقدات خاطئة عنه مسبقاً. والمؤتمرات مثلًا لا تستطيع أن تحلل وتحرم بمزاج القائمين عليه ؟ ما هذه الإسقاطات التي نجهزها لكل عمل إيزيدي؟ نشد على يد القائمين على هذا المؤتمر ونطلب منهم أن يكون هذا المؤتمر جامعًا لكل الطيف السياسي والحزبي والاجتماعي والفكري الإيزيدي، وأن لا يكون مؤتمرًا واحدًا، بل سلسلة مؤتمرات سنويًا لنصل إلى مرحلة نقبل بعضنا البعض ونتحاور سوياً وجهاً لوجه، ونفهم مشاكلنا ونعالجها ونضع الحلول لها في ظل المتغيرات السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها مجتمعنا والعالم