منذ فترة، قيل وكُتب الكثير عن المؤتمر الإيزيدي المزمع عقده خريف هذا العام، وسيُقال ويُكتب أكثر وأكثر عنه، ويُعد هذا الأمر بحد ذاته نجاحًا للمؤتمر، إذ من الطبيعي، ومن حق الجميع، الاستفسار عن أخباره والتحدث بشأنه، أما أنا، فسأحاول في هذه الحلقة، من زاويتي (شؤون وشجون إيزيدية – تأملات إيزيدية)، الحديث عن مرحلة ما بعد عقد المؤتمر (طبعاً من وجهة نظري الشخصية المتواضعة).
المؤتمر سينعقد (إن شاء الله) في موعده المحدد، والنجاح ينتظره، وسيكون للمنتقدين (خاصة أصحاب النقد البنّاء والهادف) قبل غيرهم موقفٌ آخر غير الآن، وسيتبيّن للجميع مدى الإرادة الفولاذية التي يتحلّى بها السادة في اللجنة التحضيرية المكلّفة، ودرجة مصداقيتهم تجاه أبناء جلدتهم، وسينال قراراته وتوصياته – التي ستكون حتماً في خدمة الإيزيدياتي – رضا الأكثرية الإيزيدية.
فقبل أيام، وفي حديث ذي صلة بالمؤتمر، قال أحدهم: من الأفضل ألّا نسبق الأحداث، المهم الالتزام بقرارات المؤتمر وتوصياته. إذن، لنعمل جميعا بنصيحة الخيّرين من أبناء الديانة الإيزيدية، ولا نسبق الأحداث، وحتى عن الالتزام به أو غيره من المواقف، لا نتحدث الآن، بل واجبنا الآن هو توجيه الشكر والامتنان لمواقف "الجنود المجهولين" الذين همّهم الوحيد ترتيب أولويات المؤتمر والإعداد له، وهدفهم الأسمى توحيد المواقف، وتقريب وجهات نظر الفرقاء، وتهيئة الأجواء السليمة للحضور الفاعل تحت خيمة المؤتمر الخاص بالإيزيديين، المؤتمر الذي يستحق وصفه بـ:
"انعطافة تاريخية لتصحيح المسار، والسيطرة على الأحداث، والاستعداد لمواجهة التحديات التي تواجه الإيزيدياتي وأبناء الديانة الإيزيدية، خاصة في المهجر، والبحث عن الحلول الواقعية للأزمات، وإيجاد العلاج الناجع، والدخول في مرحلة أخرى أكثر تنظيماً ووعياً".
لذا، لا استغراب من هذا الكم الهائل من الانتقادات والتشهير بحق السادة القائمين على إعداد أعمال المؤتمر، وصولاً إلى حد التخوين! لأن وجود "برلمان إيزيدي مصغّر" في أوروبا، معترف به من قبل دولة ألمانيا، وله تمثيل وصوت في بقية المحافل الدولية، يُضرّ بمصالح البعض، خاصة أولئك الذين انتهى دورهم، وفي مرحلة نفاد الصلاحية، وعقيمي النتاج.
المؤتمر سينعقد (إن شاء الله) في موعده المحدد، والنجاح ينتظره، وسيكون للمنتقدين (خاصة أصحاب النقد البنّاء والهادف) قبل غيرهم موقفٌ آخر غير الآن