محاكمة زوجين عراقيين في ألمانيا بتهمة استعباد فتاتين إيزيديتين وجرائم ضد الإنسانية


 

 

 

 

بدأت، اليوم الاثنين، أمام المحكمة الإقليمية العليا في مدينة ميونخ الألمانية محاكمة زوجين عراقيين بتهم خطيرة تتضمن الانتماء إلى تنظيم "داعش"، وارتكاب جرائم إبادة جماعية، والاتجار بالبشر، واستعباد فتاتين من الطائفة الإيزيدية، والاعتداء عليهما جنسيًا، وإجبارهما على اعتناق الإسلام.

ويواجه الرجل، البالغ من العمر 43 عامًا، وزوجته (29 عامًا)، لائحة اتهام تشمل الضلوع في انتهاكات ممنهجة ارتُكبت بحق الأقليات الدينية خلال سيطرة تنظيم داعش على مناطق واسعة من العراق وسوريا، بين عامي 2014 و2017، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

وقائع وجرائم

وبحسب بيانات الادعاء العام في ألمانيا، تعود الوقائع إلى عام 2015، حين قام الزوج بشراء فتاة إيزيدية لا يتجاوز عمرها خمس سنوات، وقدمها كمهر لزوجته، بناء على طلبها، واحتُجزت الطفلة لأكثر من عامين لدى الزوجين، وتعرضت، وفق الاتهام، للاعتداءات الجنسية، والعمل القسري، والتعذيب النفسي والجسدي.

وفي أكتوبر 2017، كرر الزوجان الجريمة، حيث "اقتنيا" فتاة إيزيدية ثانية تبلغ من العمر 12 عامًا، تعرضت لنفس نمط المعاناة، قبل أن تُسلّم لاحقًا إلى أعضاء آخرين في التنظيم الإرهابي في نوفمبر من العام ذاته، وبينما تمكنت أسرة الفتاة الأولى من استعادتها بعد دفع فدية، لا يزال مصير الطفلة الثانية مجهولًا حتى اليوم.

وأُلقي القبض على المتهمين في ولاية بافاريا جنوب ألمانيا في أبريل 2024، وظلا رهن الاحتجاز منذ ذلك الحين، في انتظار بدء المحاكمة التي يُرتقب أن تستمر عدة أشهر، نظرًا لحجم الأدلة وشهادة الضحايا.

محاكمة عناصر داعش

تأتي المحاكمة في سياق الجهود القضائية الأوروبية لمحاكمة عناصر داعش المتورطين في جرائم دولية، لا سيما ضد الإيزيدية، التي كانت هدفًا مباشرًا لحملة إبادة أطلقها التنظيم في أغسطس 2014 في منطقة سنجار شمال غرب العراق، وشملت عمليات اختطاف جماعية، واغتصاب، واستعباد جنسي، وقتل ممنهج للرجال الرافضين تغيير ديانتهم.

وتعد هذه القضية واحدة من أبرز المحاكمات التي تُعقد بموجب مبدأ الولاية القضائية العالمية، الذي يتيح محاكمة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، بغضّ النظر عن جنسياتهم أو مكان ارتكاب الجريمة.