تنافس الكثير من الكتاب والمثقفين الايزيديين في الكتابة عن المؤتمر الايزيدي المقرر انعقاده في ايلول القادم في مدينة هانوفر بالمانيا، فمنهم بالرفض واخرون بالقبول ، كما تعالت بعض الاصوات في الوطن وسط اجواء من الاستهجان وعدم الرضا عن المؤتمر وقد وصل علو بعضها الى حد الاستنكار والتهجم والبدء بحفر الخنادق وكأنها استعداد للقتال الذي من شانه ان يوقع قتلى وجرح بين الايزيديين انفسهم، كل هذا قبيل ان ينعقد الموتمر بخمسة اشهر وقبل ان يعرف الاخرون بماهية ورق عمل المؤتمرين، فهل هذه حالة صحية فعلا ايها الايزيديون الاكارم؟. كلنا على وفاق تام من ان الاختلاف في وجهات النظر حول موضوع معين حالة حضارية وقد افتعلها اخرون غيرنا ومارسوها وادت بأكلها الى حد كبير، بيد أن في حالة هذا المؤتمر الايزيدي الذي يضم نخبة واعية ومثقفة ومدركة للوضع الايزيدي بشكل كبير، همهم الوحيد اجماع الايزيديين حول طاولة واحدة وتوحيد صفوفهم ولم شملهم في حدث عالمي واسع يضم كل الايزيديين في العالم لمعالجة مشاكلهم والبت بقضاياهم الاجتماعية والحياتية في المهجر على أن لا تمس اسس الدين والعقيدة السمحاء، لهو عمل جبار ترفع له القبعة . ونحن جميعا ومعنا كل الايزيديين اكدنا ونؤكد ان المساس بدستور شيخادي عليه السلام وقانون الحد والسد خط احمر لايقبل النقاش، وهذا ما اكده المؤتمرين كذلك في نقاشاتهم ، فلماذا يتهجم البعض عليهم ويأولون اقوالهم زورا وبهتانا؟ ولو ان الايزيديين باجماعهم هذا على ابناء جلدتهم، هذه النخبة الواعية من المؤتمرين، اجمعوا واجتمعوا واستقووا على تنظيم داعش الارهابي لما حصل ما حصل لاهلنا في سنجار في 3-8-2014 م. بالرغم من الاخطاء التي ارتكبها المؤتمرين من عدم تعريف الراي العام الايزيدي اولا ببنود ورقـة عـملهم عـبـر الاعـلام و وسـائل الـتـواصـل الاجـتـماعي المؤثرة، الا أن الدعاية الشرسة المضادة لهم التي رافقت اعلان موعد المؤتمر و نشر مقتطفات من ورقة عملهم هنا وهناك والتحريض الكبير ضد المؤتمرين والتشهير بهم شخصيا“ وهذه افعال صبيانية“ وهذا الاهتمام المتزايد بالامر، ادى الى توسيع دائرة الاهتمام بالمؤتمر المزعوم لدى كافة شرائح المجتمع الايزيدي، وهذا ماكان تمناه المؤتمرين على حد علمي ولم يكن في حسبانهم في أن يلقى مؤتمرهم هذا الدعم الكبير وهذا الاقبال الواسع، على مبدأ الضربة التي لا تميتك تستقويك، ما حدا بالكرة أن تكون في الملعب المضاء والنتيجة الان 1-0 قبل ان يبدء المؤتمر انعقاده، ترى ماذا تتوقعون أن تصبح النتيجة خاصة وهناك بعد، خمسة اشهر اخرى امام المؤتمرين من التدريب والتمرين الشاق؟ بقي لنا من أن نمني العقلاء من الايزيديين، كتاب ومثقفين ورجال الدين والمللت الاحتكام الى العقل في امور تخص الجميع وعدم الانجراف الى اهواء البعض بما لايخدم لا المللت ولا الدين، والحكيم تكفيه الاشارة، ونحن اذ نتابع تداعيات هذا المؤتمر نقف على مسافة واحدة عن الجميع وسنسعى مع الخيرين من أبناء جلدتنا الى أن نكون بيضة القبان لاي جهة تساند قضايا الامة الايزيدية ضمن الاطر الدستورية للعقيدة الايزيدية التي أسسها الشيخ عدي سلام الله عليه ذلك العزيز الذي سجد له الحجر والشجر والبشر. وعلى المؤتمرين تلبية الدعوة لجميع الايزيديين ورؤساء العشائر ورجال الدين والمثقفين والاكاديميين والمجلس الروحاني وسمو الامير ونواب من جميع البلدان الايزيدية لحضور هذا المؤتمر ليكون الاجماع على قرارات بنوده جماعيا وفي مصلحة الامة وغير موال لهذه الجهة او تلك و ان يكون على مرأى ومقرأ ومسمع جميع المللت ومن الله التوفيق
حول المؤتمر الايزيدي
ايوب شيخ فرمان