مؤتمر الحوار الإيزيدي-الإيزيدي .. نحو رؤية عالمية وهوية جامعة لما بعد الإبادة

أصلان قزلهان


اعداد : كاني بريس 

في ظل ما تعيشه المجتمعات الإيزيدية من تداعيات المرحلة ما بعد الإبادة الجماعية، تبرز الحاجة الملحة إلى تجاوز حالة البقاء إلى مرحلة الفعل والتأثير، وهو ما أكده المهندس أصلان قزلهان، في تعليق تحليلي سلّط فيه الضوء على أهمية مؤتمر الحوار الإيزيدي-الإيزيدي كمساحة لإعادة تعريف الوجود الإيزيدي وصياغة مستقبله بطريقة جماعية وعابرة للحدود.

يرى قزلهان أن واقع ما بعد الإبادة لا يُعالج بالشعارات، بل يتطلب موارد حقيقية على المستويات الفكرية والتنظيمية والمادية، وفي هذا السياق، يشير إلى أن المجتمع الإيزيدي يمتلك بالفعل طاقات متميزة من أكاديميين وفنانين ورجال دين وناشطين، سواء في بلدان المهجر أو في بلدانهم الأصلية، لكنه يعاني من غياب بنية تنظيمية فعّالة لتوحيد هذه القدرات ضمن مشروع مجتمعي متكامل.

وأكد اصلان، على أن التحديات المادية، كإعادة الإعمار، والعودة الآمنة، وضمان حق التعليم، لا تزال عوائق رئيسية أمام نهضة المجتمع، ما يفرض الحاجة إلى مبادرات جماعية وشبكات دعم داخلية وخارجية.

وأضاف "نظراً لأن الإيزيديين يعيشون اليوم في دول متعددة، من العراق إلى ألمانيا وأرمينيا وسوريا وغيرها، فإن الحاجة باتت ماسة لتطوير أشكال جديدة من الهوية الجماعية، هوية تجمع بين القيم التقليدية والواقع المعاصر".

وفي هذا الإطار، يقترح قزلهان إنشاء منصات رقمية، كـ "إيزيدخان الافتراضي"، لتكون جسوراً للتواصل والمشاركة وصنع القرار، دون أن تغني هذه الفضاءات عن اللقاءات الواقعية من خلال مؤتمرات، مراكز ثقافية، ومنتديات حوار مباشر، بهدف بناء الثقة وتفعيل المشاريع الميدانية.

ويخلص إلى أن نجاح المجتمع الإيزيدي في مواجهة التحديات الراهنة مرهون بتشكيل وعي جماعي جديد، يقوم على الترابط العالمي والتفكير الاستراتيجي، بعيداً عن الانعزال وردّات الفعل اللحظية.

مؤتمر الحوار الإيزيدي-الإيزيدي، في ضوء هذا التحليل، لا يأتي فقط كحدث نخبوي أو مناسبة شكلية، بل كفرصة تاريخية لإعادة بناء الذات الجماعية وفق منظور حديث، ديمقراطي، وعابر للحدود، قادر على رسم مستقبل مستقل وواضح المعالم للإيزيديين حول العالم.