اصلاح المجتمع الايزيدي... ضرورة حتمية أم تهديد لهوية الايزيدية؟
هيمان كرسافي
في طور متغيرات العصر الحديث يواجه المجتمع الإيزيدي جدلا حول الإصلاح من خلال مؤتمر مرتقب في المانيا يهدف الى مناقشة واقع المجتمع الإيزيدي ومستقبله. يتباين هذا الجدل بين أصوات ترى في الإصلاح ضرورة حتمية لضمان البقاء ومواكبة الواقع وأخرى تعتبره تهديدا وجوديا يمس جوهر الديانة والهوية الإيزيدية وبين هذين التيارين تتقاطع اراء متعـددة توثقـها مـقـالات عـدد الثاني مـــن مجلة "ئزدا ".
حيث يرى بعض الكتاب أن الاصلاح هو استجابة طبيعية لمواجهة تحديات العصر خصوصا بعد ما تعرض له الإيزيديون من ابادة على يد تنظيم داعش وتشتت ابناءهم في بلدان وثقافات متعددة حيث تطرح نخبة من الايزيديين اهمية تطوير النظام الإداري والديني دون المساس بأركان الديانة الأساسية والنظام الطبقي ( شيخ ، بير ، مريد) و اقتراح بفصل الدين عن السياسة عبر تشكيل مجلس إداري عالمي يمثل جميع الإيزيديين بعيدا عن الأحزاب والعمل على المضي نحو الدور المؤوسساتي. اما في المقابل يخالف اخرون فكرة المؤتمر معتبرين انها محاولـة لهدم الركائز الـتي حافظت على الإيزيدية قـرونا طـويـلة ويحمل بعضهم " المثقفين "مسؤولية ما يرونه تقويضا للهوية عبر دعوات لدمج الطبقات أو اعادة من تركوا الدين إلى المجتمع ويصفون هذه التحركات بانها "لوثريانية" ايزيدية تمس قدسية المجتمع ومفاهيمه العقائدية ويخشى كثيرون ان يؤدي هذا المؤتمر الى فتح باب التغيير دون مرجعية دينية موحدة إلى فـوضى داخـلـيـة وانـقـسـام بــيــن الايـزيديـيـن فـــي الــداخل والـمــهــجــر اما بعض الاراء الاخرى تذهب لتكون بين الطرفين حيث يتم التاكيد على ان الاصلاح لا يعني نسف العقيدة بل تنقيتها من الشوائب الدخيلة وارتقاء المجتمع تعليميا وثقافيا واجتماعيا. وان الحوار واجب اجتماعي وواقعي ينتج من خلاله نتائج صالحة للمجتمع, اضافة الى ذلك ترى هذه الاراء بتاسيس مدارس دينية اكاديمية وتوثيق التراث الشفهي في كتاب موحد و فتح حوار ايزيدي - ايزيدي بين حين والاخر. اما ما نراه وحسب رؤيتنا ومن خلال قراءة اراء المشاركين نرى ان ما ينقص المشروع الايزيدي ليس النية في الاصلاح بل الاتفاق واحترام الرأي وتقبل الحوار غير ذلك فالاصطدام الداخلي الايزيدي - ايزيدي لن يخدم المجتمع. عليه فأن الاصلاح الايزيدي الحقيقي هو اصلاح التقبل بالرأي والرأي الاخر وليس بتكفيره حين يخالفك الرأي ولا تحاوره .