التجاوز على حرمة الامير تجاوز على حرمة ومقدسات الايزيدية

سرهات شكري بك





يقول المثل الإنكليزي ( لا تصارع خنزير في الوحل فأنك ستتسخ .وهو يستمتع )وبتوضيح أدق لا تجادل من لايشبهك لانك اذا فعلت ستنزل الى مستوى لا يشبهك وستلوث نفسك بطين لم تكن يوما منهم في الوقت الذي هم يفرحون باسقاطك . ويستوجب على المرء أن يدرك جليا كما أدرك سمو الامير في هذا التصرف الذي تعرض اليه قبل أيام بانه ليست كل كلمة تستحق الرد ولا كل سكوت يعني ضعفا فالصمت احيانا أبلغ من الف حجة واسمى من كل تصرف فالذين لا يشبهونك في الرؤية والجوهر لا يتطلب منك أن تقنعهم ولا أن تجهد نفسك في فهمهم فالجدل مع من لا يسعى للحقيقة مضيعة للوقت والاختلاف في الرؤى لا يفسد للود قضية وليس كل هجوم يستحق الرد، الصمت امام الجهلاء احيانا هو اعلى مراتب الحكمة والعقل والتصرف الصحيح وكما يقال عمر الشي ما عالج الخطأ بالخطأ لا بل يزيدها تعقيدات
أن ما تعرض اليه امير الايزيدية في العراق والعالم قبل أيام في مدينة برلين هرم المرجعية الايزيدية ورئيس المجلس الروحاني من قبل شاب يزيدي من ايزيدي روسيا لم يكن تصرف أخلاقي بالمشادة الكلامية المسيئة والالفاظ البذيئة والمشينة والتي لم تعكس الا المستوى الهابط لهذا الشخص والتي لا تواكب وعصر العولمة التي نحن فيه لقد كان هذا التصرف اللاعقلاني والمشين بصراحة اهانة الرموز الايزيدية وخط احمر لان الامير حازم تحسين بك اليوم يمثل الايزيدية في المحافل الدولية والاقليمية والمحلية أن شئنا أم أبينا، و ناهيك من هؤلاء الذين يسردون خارج السرب وعبر وسائل التواصل الاجتماعي وصفحات التيكتوك التي كان يستوجب ان نستخدمها بعد عقود من الزمن لأننا نسيء استخدامها ونجهل منافعها .
الرموز الدينية في كل المجتمعات لها حرمتها وقدسيتها ومن ضمنه العقيدة الايزيدية التي مرت بمراحل صعبة عبر التاريخ من الصراع والابادة يستوجب ان تكون لها احترامها وتقديرها الخاص الان مجتمعنا مبني على هذه القيم والمفاهيم لمبدء الاحترام والعبادة واي مساس بهذه القيم يعد بحد ذاته انتهاك صارخ وغير لائق في هذه المحرمات والمقدسات بخلاف ذلك سوف تنعدم القيم والاخلاق .
حينما نقول هذا الكلام لايعني باننا ندافع عن شخص الامير بقدر ما ندافع عن مكانته الدينية والرمزية للايزيديين كلنا بشر ونادرا من نجد بانه لا يغلط ولايسهو بلا هوادة فان الامير مقصر ازاء ابناء جلدته و يستوجب لسموه أعادة النظر في معالجة بعض القضايا الهامة التي المجتمع الايزيدي اليوم بأمس الحاجة اليها ومسك العصا من المنتصف وعدم اهمالهم لانه يمثل الفوق الايزيدي وان يتقبل النقد والنقد الذاتي والحوار البناء ولكن ليس على غرار الطريقة التي أراد أن يعالجها هذا الشخص بهذه الطريقة التي اضهر نفسه بشكل استعراضي وعضلاتي مشين مقابل سمو الامير والذي أهان نفسه قبل كل شيء امام كل القيم الاخلاقية فكان يستوجب استخدام لغة الحوار السلس والمرن في الحديث لان العنف والكلمات النابية والقذف و الكلام المسيء لا يحسم الجدال.
مسك الختام ان ما حصل مع سمو الامير لم يكن ألا انتقاص من شخصية الفاعل وجعل العديد من الناس التصيد في الماء العكر مستغلين هذا الحادث العرضي للانتقاص منه وكما يقال ( لاترعى الابل هكذا يا اخي الكريم) ونطلب من سمو الامير ان يكون صدره وقلبه مفتوحا ويعتبرها خلاف بين الاب وابنه لانه بلا أدنى شك أن سموه هو الاب الروحي لهذا المكون الايزيدي الذي نحن بأمس الحاجة للتلاحم والتكاتف والتعاون والمحبة في هذا الضرف العصيب التي تمر به المنطقة من التوتر وعدم الاستقرار. وخير مثال على حكمتك الفذة هذا البيت هو جزء من قصيدة أطول، تقول كلماتها كاملة: للشاعر العصر العباسي المتنبي
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم
المعنى العام للبيت هو أن قيمة الشيء تؤطر بمدى نظر الشخص إليه، فالصغير يرى الأشياء الصغيرة عظيمة، بينما يرى العظيم الأشياء العظيمة صغيرة. .. وعفو سموك هي العظمة بذاتها ...