تحريك قضية الإبادة الجماعية ضد الايزديين وتكثيف الجهود لمكافحة خطاب الكراهية والتحريض على العنف

يوسف بەري


في أعقاب الذكرى السنوية العاشرة للإبادة الجماعية ضد الايزديين في أغسطس 2014 على يد عصابات داعش الإرهابية، نجد أن القضية لم تشهد تقدماً ملموساً، مما يستدعي تحركاً فعالاً من جميع الإيزيديين على مختلف الأصعدة. من الضروري أن يبذل كل فرد جهده لإحياء هذه القضية التي تُعد واحدة من أبشع الإبادات الجماعية وفقاً لكافة المعايير. يستوجب الدعوة إلى زيادة الزخم نحو تحقيق العدالة، وتعويض المتضررين، والبحث عن المختطفين، وإعادة النازحين بكرامة. يجب على الشخصيات والمجموعات الحزبية العمل من خلال أحزابهم، بينما يتعين على المنظمات ومراكز المجتمع المدني تقديم مطالب الإيزيديين إلى حكومتي بغداد وأربيل وكذلك منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي. كما يقع على عاتق الكتاب والصحفيين مسؤولية استخدام أقلامهم وآرائهم لدفع هذه القضية إلى الأمام. كذلك، فإن النزاعات الداخلية بين الايزديين، التي تسعى لإلغاء بعضهم البعض، لا تخدم القضية بل تعيق تقدمها. ومع ذلك، فإن ازدياد خطاب الكراهية ضد الايزديين مؤخراً، والتطاول على أحد المدراء العامين الايزديين في دهوك، خلق جواً غير مستقر بين الايزديين. فمن الضروري على جميع رجال الدين المسلمين والايزديين والمسيحيين وباقي المكونات نشر خطاب التسامح والتعايش المشترك بين جميع الأديان والمذاهب لسد الطريق أمام المغرضين الذين لا يريدون الخير لكوردستان والمنطقة. للأسف، رأيت بعض التعليقات (خطاب الكراهية) التي تهدف إلى زرع الفتن بين المسلمين والايزديين، يجب علی الجهات الأمنية في حكومة إقليم كوردستان متابعة هؤلاء ومحاسبتهم، لأن بعضهم محسوبون على الدواعش ومن خلايا الإرهاب النائمة، و مندفعين من جهات لنشر الأفكار العنصرية. وهناك الكثير من التعليقات الأخرى الموجودة على صفحات التواصل الاجتماعي هدفها نشر سمومها من أجل الدعاية الانتخابية لصالح حركاتهم. هناك بعض التوصيات التي بدونها لا يمكن أن يستقر الوضع ويتفكر الإيزيديون بالأمان، ومن هذه التوصيات:

  1. مسألة القومية الإيزيدية التي برزت مؤخراً: القومية قضية بحثية وتاريخية، إلا أن التركيز المفرط عليها يمكن أن يُعيق التقدم في تحقيق العدالة للإبادة الجماعية. الانشغال بقضية القومية قد يؤدي إلى تهديدات جديدة ضد الايزديين، الذين تعرضوا لأكثر من 74 فرماناً بسبب دينهم.
  2.  مسألة المصالحة مع الجيران: بعض المنظمات تقوم بين الحين والآخر بجرّ بعض الشخصيات الثقافية والعشائرية الايزدية إلى مسألة المصالحة مع العشائر العربية. حالياً، المصالحة هي قضية غير ملائمة، إذ ينبغي التركيز أولاً على تحقيق العدالة الاجتماعية وتعويض المتضررين، كما أشار الباحث الدكتور سعد سلوم في محاضرته القيمة التي قُدمت في مركز لالش في دهوك قبل مدة.

.3ضرورة العمل على منع خطاب الكراهية من خلال تشريع قانون يعاقب ويحاسب الذين يستغلون الدين للإساءة إلى الآخرين.

 4. وضع مناهج تربوية في جميع مراحل الدراسة ولجميع الطلاب من الأديان والمذاهب المختلفة تدعو إلى السلام والمحبة بين جميع الأديان والمذاهب. 5. البحث عن الناجين في جميع الدول المجاورة، وخاصة في مخيم الهول في سوريا. 6. الضغط على الحكومة العراقية وحكومة (قسد) من خلال المظاهرات، لمنعهم من الإفراج عن الدواعش في سجونهم. أخيراً، يجب علينا أن نكون أكثر دبلوماسية، وأن نتذكر دائماً تضحيات أولئك الذين ضحوا بأرواحهم لتحرير مناطقنا، وألا ننسى من وقفوا معنا وساندونا خلال أيام النزوح بعد 3-8-2014. الرحمة لأرواح شهدائنا الأبرار، والعار لعصابات داعش ومن ساندهم وأيدهم وساعدهم.