تصاعد وتيرة خطاب الكراهية افقياً كانت ام عمودياً في المحيط الذي نعيش فيه ليست بأمر غريب لطالما الأجواء كانت ولا تزال مهيئة نحو نمو بذور الكراهية والحقد بين الاديان بالأصل هي تراكمية نتيجة الحروب والمصائب والتلاعب بمقدرات الشعوب وتوظيفها بما يتماشى مع مصالح ضيقة حتى افرزت عن تناقضات قيمية وفكرية متصادمة ، لذلك فهي ليست وليدة اللحظة بل تمتد جذورها الى فترات زمنية بعيدة ولا تزال قائمة ونظراً لأن الدين ( معظم الاديان ) كان الارضية المهيئة والسبيل الهين في تعبئة الفرد بالأمور الروحية وانشغاله بها بهدف ابعاده عن التفكير بالحقوق والحريات ، وهنا لابّد الإشارة الى دور العامل الخارجي في الهاء الشعوب بالصراعات الداخلية لإستمرار دوامة الفوضى لكي تبقى لتلك الدول ذريعة دائمة للتدخلات في شوؤن الدول الأخرى والتجارب التأريخية جمة كثيرة في هذا المنحى ، لذلك المسألة معقدة لا تفك اوزارها عبر شعارات رنانه وبعض الورك شوبات من هنا وهناك .
ما ينذر على ضوء ذلك هو الحلقات الأضعف تبقى موضع التهديد المستمر، والا الايزيدية عبر تاريخها المرير وفي فلسفتها الدينية تشجع التسامح الديني واحلال السلام مع المحيط والاديان الأخرى المختلفة معها في العقيدة سواء على مستوى الاقوال والنصوص المقدسة التي تؤكد على احترام الاديان والأنبياء والرسل وايضاً لكونها اي الديانة الايزيدية مغلقة غير تبشيرية وجودها لا تهدد وجود الأخرين اذ بالرغم مــن ذلـك تـتـعـرض بـيـن حـيـن واخـر الــى امـواج مــن الهجمات لأن المناخ ملائم بمجرد سوء فهم او هفوة او حتى خطأ فردي ممكن يؤدى الى مالا يحمد عقباه كغرفة مليئة بالغاز بحاجة الى شرارة بسيطة او ضرب حجرين لإندلاع حريق له اول ما له آخر!
اما الحلول الناجعة لتحقيق نوع من التوازن لتمهيد الطريق للأجيال القادمة نحو قبول الأخر والتعايش السلمي الحقيقي في الوطن وفق المعطيات الحالية تكمن في مستويين داخلي و خارجي ايزيدياً ( في اطار المحيط ) ، الداخلي ترتيب البيت الايزيدي والعمل الموؤسساتي لتعريف الايزيدياتية الحقيقية بالعالم الخارجي من خلال عمل الصداقات مع الموؤسسات الدينية الاخرى كالفاتيكان و الأزهر والمراجع الدينية المعروفة لمواجهة خطاب الكراهية عبر كتب ومواقف رسمية وزيارات متبادلة لرفع المغالطات التأريخية عن الديانة الايزيدية السمحاء الداعمة لمبادئ الاخاء والانسانية ، اما الخارجي مساعي الحكومات في التنشيئة الثقافية من خلال مناهج التعليم وترسيخ مفهوم الوطن والمواطنة والتشريعات اللازمة لأن جانب مهم من الاذعان هو تشريع القوانين المستندة على السلطة والجزاء ، خصوصاً الحكومات الحالية في السنوات الاخيرة بدأت شيئا فشيئا تتجه نحو هذا الإتجاه وتخطو خطوات سليمة ازاءها لكنها بحاجة الى تشريعات ومشاريع اكبر واسرع لكون الخطر محدق ! ليس فقط بين الاديان انما بين المذاهب والفرق والايديولوجيات كما استعرضناه اعلاه اي نوع من التطرف وبين اية من الاديان تتشظى مخاطرها نحو الأقليات بالدرجة الاساس.