لقد مر الايزيديين وطوال تاريخهم وعلى مر العصور بحملات ابادة جماعية حتى وصلنا نحن الى الابادة 74 الاخيرة على يد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام والتي عرفت بمختصر “ داعش “ ، اذ باتت كلمة داعش ترهب الاطفال والرجال والشيوخ على حد سواء لبشاعة الافعال التي مارسوها ضد ابناء المكون الايزيدي وبقيه مكونات الشعب العراقي ، ويكاد يكون هذا التنظيم الارهابي، بعيد كل البعد عن القيم التي نادى بها حتى اننا كايزيديين بتنا في حيرة من امرنا حيال ازدواجية الافعال التي مارستها، فـمـن جـهـة تـقـتـل وتـذبح و تسبي ومن جهة اخرى ترفع رايه لا الـه الا الله مـحمد رسول الله ، فـالله ورسـوله الـكـريم مـتـبـرايـن مـن افـعـالـهـا الـشـنـيـعـة ضد المسلمين قبل الايزيديين . على الصعيد الديني لم يتم تكفير داعش من قبل اي مؤسسة دينية اسلامية لا من الازهر الشريف ولا مــــن سـادة الـحـرم الـمـكـي فـيـمـا لــــم تؤيدها اية دولة عربية او اسلامية عـلــى الـصـعـيـد الــوطـنـي. فـازدواجية المعايير التي تعاملت بها الجهات الاســـلامـيـة نفسـهـا، اتت باكلها السلبية على العالم الاسـلامي لربما فـي معظم الدول التي تدين بالاسلام، وبالـــرغــم مــن ذلــك لـــم تـسـلــم دولــة عــربـيـة مــــن افعالها المشينه فكلنا نعرف ما فعله التنظيم بالجنـود المصريين و كيف تم ذبحهم عبر مواقـع الـتـواصـل الاجـتـمـاعـي ومـا فـعـلـوه بالاردنيين والعراقيين والسـوريين وقـتـلـهـم لـكـل هــولاء وعلى مراى ومسـمـع الـراي الـعـام الـعـربـي والاسـلامــي والـعـالــمـي ايـضـا واحتلالهم لنصف اراضي العراق وسوريا وتوغلهم في دول عربية اخرى كليبيا واليمن وغيرها ناهيك عن مهاجمتهم لبعض العواصم الاورپية حتى. فما فعلته داعش بالايزيديين على مراى ومسمع العالم كله من قتل و تهجير وسبي واحتلال للارض والعرض لايمحوه الزمن بسرعة، بل يتطلب ردحا من الزمن لتطبيب الخواطر و لأم الجراح ، تلك الافعال المهينة ادانتها الدولة العراقية وحكومة اقليم كردستان و المرجعية الشيعية العليا في العراق بشخص اية الله علي السيستاني بفتواه الشرعية بالجهاد الكفائي ضد داعش وتنظيمه الارهابي والتي كان من نتيجتها تشكيل الحشد الشعبي للدفاع عن الشعب والوطن وفي النهاية تم دحر داعش بسواعد العراقيين و قوات الپيشمةرگةه البواسل العام 2017 م . والايزيديون خلال تاريخهم الطويل من ايام الشيخ عدي ( قدس الله سره الشريف ) من خلال وضعه الشرائع والسنن لـهـذه الديانة العريقة الـتي يضرب تاريخـها فـي القدم يمتد الى زمن السومريين ، وسنه لقانون منع السب والكراهية بين ابناء المجتمع الايزيدي و جعل حتى النطق به حرام ، والذي امسى دستورا يمارسه الايزيدي في حياته اليومية وبات جزءا من اخلاقه السامية ، انما يؤكد ان هذه الديانة سلمية وتود العيش مع الجميع بسلام وامان ، ماحدا بالمجتمع الايزيدي الى الالتزام بتلك الشرائع المقدسة حتى يومنا هذا ، ما ولد انطباعا جميلا عن الايزيديين مــن انـهـم كــشــعـب وديانة مـاضــه على خطى هذا النهج المسالم خلال هذا التاريخ الطويل من التعايش السلمي للايزيديين وبقية الاديان الاخرى المتاخمة معه كاليهودية والمسيحية والاسلام على حد سواء . من هنا ومن هذا المنطلق فنحن والمسلمين اكرادا وعربا شركاء في هذا الوطن منذ تاسيس الدولة العراقية عام 1921 م ، تجمعنا خيمة الوطن الواحد والارض المشتركة والعادات والتقاليد المشتركة والدفاع عن الوطن ضد الغزاة والمحتلين ، حيث اختلطت دماء الايزيديين والمسلمين والعرب والاكراد وبقية مكونات الشعب العراقي فداءا لتربة هذا الوطن واكراما لشعبه وقومياته واطيافه المتنوعة ضد هجمات التنظيم الارهابي “داعش” . تحكمنا اليوم جميعا قوانين دولة واحدة وعلم واحد وعراق واحد ، وان تنوعت اجناسه وطوائفه واديانه فالكل سواسية امام القانون فالدين لله والوطن للجميع ولا فرض لارادة القوي على الضعيف . لم يسبق قط ان اساء اي شخص ايزيدي لاية ديانة و خاصة الاسلام ، فنحن كايزيديين نحب كل الديانات قاطبة وكل الانبياء والرسل ، فلكل منهم رسالته العظيمة التي اوحى الله بها اليهم لخدمة البشرية جمعاء . من هنا بات لزاما على القوى الوطنية والشعبية والجماهيرية والدينية رص الصفوف وتكاتف الجهود لحث الپرلمان لتسريع الخطى لتشريع قانون وقف خطابات الكراهية الممنهجة ضد ابناء مكونات الديانات العراقية المختلفة ومن اهمها الديانة الايزيدية التي تؤمن بوجود اله واحد قبل ظهور الديانات الابراهيمية حتى . والاهم من ذلك الاحتكام الى سن قانون يصادق عليه البرلمان العراقي والكردستاني ايضا من ان داعش لاتمثل الاسلام وبالتالي علمهم لايمثل الاسلام الحقيقي وانها منظمة ارهابية اساءت لصورة الاسلام اكثر مما اساء لها اية ديانة اخرى، واعتبار المجموعات الاثنية الاخرى في العراق الفيدرالي ومنها الايزيدية والزرادشتية وغيرها ديانات سمحاء تومن بالله الواحد وبملائكته ورسله وانبياء واولياء ه ، فهذا من شانه تعزيز اللحمة الوطنية والعلاقات الاخوية بين ابناء الديانات العراقية المختلفة وبالاخص الاسلام والايزيدية . وهذا هو الطريق الاصوب في التعامل ليتسنى للشعب العراقي بمكوناته واطيافه واجناسه المتنوعة التعايش السلمي مع بعضهم البعض في عراق فيدرالي موحد بدون ضغينة وحقد احد على الاخر او تسلط القوي على الضعيف ، وعلى اخوتنا المسلمين في العراق وكردستان بكل قومياتهم وطوائفهم ومذاهبهم ان يعوا ان الايزيديين هم سكان بلاد الرافدين ( ميزوبوتاميا ) الاصليين ، لهم ما لهم وعليهم ماعليهم بحكم ما احق لهم الدستور ذلك ، وانهم قوم مسالم ويريدون الخير والعيش مع الجميع ، والاهم من ذلك على المجتمع الاسلامي العراقي تقوية وتوحيد الصفوف للشعب العراقي واعتبار ان الايزيدي اخوه في الوطن بدل من التنديد بماضيه السومري الذي يفتخر به كل عراقي و وطني شريف ، وان الوطنية اسمى اخوة وتحالف يجمعنا جميعا وان الايزيدي الذي يحمل اسم بلده العراق لهو اقرب اليه في حياته ومماته وفي سرائه وضرائه من الافغاني او الخليجي او الافريقي مهما كانت ديانته او لغته .
خطاب الكراهية .. التحديات والحلول !!
ايوب شيخ فرمان