ان ما حصل للايزيدية وباقي الاقليات العراقية بعد تغير النظام السياسي في العراق في 2003. وما تلاه من احداث دامية تعرضت لها الايزيدية والاقليات بشكل عام. يضعنا اما معادلة معقدة؟ نفسيا اصبحنا نتعامل مع الاحداث بشكل عاطفي ونتخوف من اي تغير سياسي يحصل في بلداننا. ومن جانب اخر وكتحليل سياسي نرى الاشياء من ظاهرها. اي مثلما يقال بان سيماهم في جوههم. [ ] لذا ان من يعرف التكوين الايدلوجي لجبهة النصرة وقائدها الجولاني بدون اي شك سيرى وجه داعش الاخر. لذا تزداد المخاوف وتتعاظم عندما يشتد ساعدهم ويحكمون القبضة على السلطة. تبرز نواياهم الحقيقية وغاياتهم الدفينة الى السطح. لذا امام سوريا بشكل عام والاقليات السورية تحديات جمة. وهنا تبرز اسئلة جوهرية تخص الايزيدية والاقليات بشكل عام. مناطق الاقليات خاضعة لمن حاليا؟ ولمن يتبعون و ولائهم لمن كان خلال السنوات المنصرمة (منذ قيام الثورة). وكيف هي علاقاتهم مع جيرانهم؟ وما هو مدى تكاتفهم مع بعض؟ وبتالي هل سيكون لهم القوة الكافية لادراج اسمهم في الدستور السوري الجديد. وهذه بحد ذاته سيكون تحدي امام جميع السورين. ليس فقط الاقليات. وكيف سيكون شكل العقد الاجتماعي الذي تريده القوة المنتصرة؟ وهل يتقبل السورين فرض جبهة النصرة ايدلوجيتها عليهم رغم تنوعهم. لذا هناك تحديات جمة امام الايزيديين وباقي الاقليات، تتمثل كيف يمكن للاقليات ان تخرج بموقف واحد؟ وتفرض رايها في شكل نظام الحكم والدستور. من سيمثل الايزيديين السورين في كتابة الدستور؟ هل يحسبون انفسهم ايزيديين فقط ام سيكونوا ضمن القومية الكورد؟ هل هناك احزاب علمانية او قومية تدافع عن حقوقهم. ام سيقدمون تضحيات كثيرة كي يقبلوهم مثل ما هم. وهل المجتمع الدولي سيكون محايد( بحجة السيادة) ويترك الامور تسئ الى ان تحصل إبادة جماعية وبتالي يستنكر ويشجب؟ هذه الاسئلة وغيرها ستشكل السيناريوهات القادمة لسوريا والايزيدية والاقليات.
واقع الايزيدية و الاقليات على خارطة المشهد السوري الجديد
نصر حاجي خدر