الصوم في اربعينية الصيف والشتاء فريضة على رجال الدين ، والكواجك والفقريات والخلمتكارين وهي سبيل روحي للتقرب من الله . كل انسان ايزيدي لديه مرتبة او صفة دينية على عاتقه واجبات دينية يجب تنفيذها بالتمام والكمال و الصيام طيلة ايام الاربعينية ضمن تلك الواجبات عليهم . على رجال الدين الدخول في خلوة الصوم دون انقطاع لمدة اربعين يوم في الصيف وكذلك في الشتاء ، ولايجوز الافطار الا لسبب مهم كالمرض . كان شيخ ادي ورجال الجلكرية في مجلسه يصومون طيلة ايام المربعانية في الصيف والشتاء دون كلل وملل لانهم يعتبرون تلك الصيام هي نقاء الروح ، والخشوع. والتزهد والتقرب من الله . على الصائم ان يعتكف في خلوته مدة فترة الصوم ، لان الصوم النفسي والحدسي لا تقل اهمية من الصوم الجسدي ، لذا على رجال الدين الصائمين عدم الاختلاط مع الاخرين حتى مع الزوجة لتفادي الشعور بالنزوات وكذلك لتفادي لزات اللسان وعدم الوقوع في الاخطاء النفسية ، وتكون تلك الفترة لتطهير الروح وللتعاليم الدينية فقط . الصوم يجب ان تكون مطلق من جميع النواحي وان الاخلال بأي ركن من اركانها تكون غير مقبولة لذا لا يجوز الإفطار بتاتا ، كما يجب ان تكون الحواس الخمسة في صيام ايضا . عندما يكون الجسد صائم عن الاكل والشرب ، يجب ان يكون حاسة اللمس صائم عن السرقة واستعمال الأيادي لأمور غير إنسانية كالضرب ، ويجب ان يكون البصر صائم عن النظر الى الفواحش والأمور السيئة ، كما ان اللسان يجب ان يكون صائم عن النطق بالالفاظ الغير لائقة والجارحة ، وهكذا يجب ان يكون السمع بعيدا عن الاقاويل الباطلة ، وتكون حاسة الشم في صيام عن استنشاق المحرمات ، وبهذا يكتمل الصيام المقبول . وجدت صوم اربعينية الصيف لتطهير النفس ومسح الذنوب التي رافقت رجل الدين ( الصائم ) مدة نصف السنة ، وهكذا الحال لصوم اربعينية الشتاء ايضا لباقي السنة، لانها تقع في عز الصيف حيث الحرارة الملتهبة ، وكذلك في الشتاء القارص لان التقرب من الله تحتاج التضحية بملذات الحياة واختيار الطريق المستقيم. والسلوك الإنساني بعيدا عن المنافع المادية والشهوات الجسدية . واخيرا يقال خطا ان الصوم هو تعذيب النفس بل الصوم هو راحة للجسم للتخلص من السموم والدهون الزائدة كما ثبت علميا وهي حالة ايجابية من الناحية النفسية للانسان وللحواس الخمس وتطهير الروح .